كوشنر.. تنظيف غزة من الفلسطينيين!
كوشنر.. تنظيف غزة من الفلسطينيين!
هذا كان اقتراح جارید کوشنر، مستشار البيت الأبيض السابق وصهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال مناقشة حول الشرق الأوسط بجامعة هارفارد في فبراير الماضي، كحل للحرب الحالية في غزة.
فمن وجهة نظر كوشنر أن الحل بسيط ويكمن في إخراج مليوني فلسطيني من غزة ونقلهم إلى مكان قريب ليقوم الجيش الإسرائيلي بـ"تنظيف غزة" ومن ثم يعود الفلسطينيون إلى منطقتهم بعد "تنظيفها"!
من غير الواضح ما المقصود بكلمة "تنظيف"، حيث إن ما يقوم به الجيش منذ خمسة أشهر تجاوز اي نوع من أنواع "التنظيف" فهو الهدم وتدمير كل شيء، قد يكون قصد كوشنر أن يترك الفلسطينيون ديارهم حتى تدمر إسرائيل كل المباني ثم يعودوا مرة أخرى ويعيشوا في العراء وعلى أنقاض المباني المهدمة بالكامل؟! ولكن إلى أين يعودون وقد هدمت البيوت وهدمت المدارس وهدمت المستشفيات وهدمت المساجد والكنائس ولم يبقَ مبنى صالح للعيش؟!
فغزة كما وصفها جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، "كانت قبل الحرب أكبر سجن مفتوح، واليوم تحولت إلى أكبر مقبرة لعشرات الآلاف من الأشخاص، وهي أيضًا مقبرة للعديد من أهم مبادئ القانون الإنساني".
ما يطرحه كوشنر ليس بالجديد، فهي فكرة إسرائيلية سبق أن سمعناها منذ بداية هذه الحرب وتكرار طرحها بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب يبدو غريباً خصوصاً أن الفلسطينيين ودول المنطقة والكثير من دول العالم أبدت رفضها للفكرة، فهي إن لم تكن تهجيراً قسرياً فهي قريبة جداً من ذلك، فإلى ماذا كان يرمي كوشنر؟
من الواضح أن الهدف الوحيد من هذا الطرح هو إيصال رسالة إلى الجانب الإسرائيلي مفادها بأن إدارة الرئيس ترامب إذا ما فازت في الانتخابات المقبلة فإنها توافق على هذا المقترح وسوف تدعم فكرة إسرائيل بنقل الفلسطينيين إلى مكان آخر و "تنظيف غزة"… فالهدف النهائي من هذا الحديث هو أصوات الناخبين وصناديق الاقتراع!
سواء كانت هذه فكرة كوشنر أَم فكرة من يؤمنون بهذا الحل فإن المشكلة الحقيقية التي يجب إدراكها هي أن صعوبة هذا الحل تكمن في أمرين؛ الأول أنه يبدو كأنه تهجير للشعب الفلسطيني من أرضه وهو أمر مرفوض ومخالف للقوانين والمواثيق الدولية، والأمر الآخر مع الافتراض أن هناك من هو مقتنع بالفكرة من ناحية المبدأ فإن الإشكالية الكبيرة تكمن في أن الفلسطينيين ومعهم العرب ليس لديهم الثقة بعودة فلسطيني واحد ممن سيخرجون من غزة.
فالتصريحات الإسرائيلية بالإضافة إلى التجارب السابقة لا تشجع على ذلك، فهناك أزمة ثقة كبيرة في الحكومة الإسرائيلية من ان تفي بوعودها، لذا نتوقع من المستشارين الغربيين تقديم مقترحات أكثر عملية وواقعية تساعد على إنهاء هذه الحرب في أسرع وقت.